مرت السينما بمراحل متعددة بدءً من كونها صامتة حتى دخول الصوت على الفيلم وكان بالفعل طفرة نوعية كبيرة. سبقها دخول التقطيع الصوري (المونتاج) ثم ما البثت حتى تطورت بدخول اللون. حتى اكتملت معالمها، وبدأ التطور الموازي لتلك الطفرات يقتصر على أساليب تقنية بحتة. كأدارة الكاميرا وحركاتها وما الى ذلك من تقانات ملموسة وتقانات غير ملموسة كأنساق كتابة السيناريو المأخوذ من ادب كتابة الرواية والقصة. كالنسق الدائري ونسق التكرار. والتتابعي ونسق التضمين. وما الى ذلك.

في السينما او في التلفزيون. هناك افلام يصعب عملها فيلجأ المخرجون الى صناعتها لتكون أفلام رسوم متحركة (إنيميشن) (1)

وهناك معضلة في السينما عموما وهي وجود الاشباه. تخيل معي ان الفيلم او المسلسل يبدأ وينتهي وكل الممثلين فيه لا علاقة لهم بالثاني. لا يوجد رابط حيوي بينهم سوى ما كتب في السيناريو.

فالأبن لا يشبه الاب لا من قريب ولا من بعيد وكذلك البنت لا تشبه أحد في عائلتها. الا ما ندر.

مهما يكن الفيلم او المسلسل مصنوع بعناية فهو يبقى عبارة عن عناصر لملمت من خلال المونتاج دون أي طاقة حيوية رابطة.

ومعضلة أخرى تنفيذها يكون بصعوبة بالغة ولا تؤدي المصداقية ومكشوفة حتما الا وهي التوائم في الفيلم السينمائي.

لصناعة توئم في السينما يلجئ المخرجون الى إعطاء الدور للبطل المعروف ومن ثم تغيير بسيط ليلعب دور التؤم. وبالعموم تكون من خلال اما كروما او تقسيم الشاشة الى قسمين ولكل شخصية جزء محدد من خلال علامات مكشوفة للممثل وغير مرئية للمشاهد لا يلتقيان فيهما التوأمين الا من خلال وجه وظهر. وفي حالات نادرة يلتقيان مباشرة.

ان هذه العملية في جعل شخصيتين متطابقتين يظهران في وقت واحد صعبة جدا.

اما اليوم وفي أيام (الذكاء المصطنع) (2)

يستطيع الكاتب ان يرسم شخصيات التوأم بكل سهولة. بل ويستطيع ان يجعل العائلة ملتصقة بدم واحد لتكون مصداقية العمل أكثر حيوية وأقرب حميمية. ويكون المخرج مستعد لتنفيذ ذلك.

ولهذه التقانة سلبيات وايجابيات.

الإيجابيات.

(1) يكون العمل أكثر مصداقية.

(2) أقرب للمشاهد.

(3) سهل التعرف على الشخصيات والى من تنتمي خصوصا في المسلسل.

(4) استدعاء شخصيات رحلت عن عالمنا واسناد أدوار لها صورة وصوت وحتى حركات.

(5) بالإمكان جعل الصوت قريب او جعله متطابق جدا.

السلبيات.

(1) الغاء دور الممثل بشخصه المعروف.

(2) بالإمكان الاستعانة باي شخص واسناد الدور له.

(3) ستضيع الحقائق تماما اذ ما استعملت بالباطل.

انا لا اعرف ماذا ستفعله هذه التقانات الحديثة من مفاجئات. ولكن الشيء الذي اعرفه جيداً هو لا يوجد شيء يضاهي الطبيعة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الرسوم المتحركة أو الأنيميشن هو عرض تقديمي يتم من خلال رسم 24 صورة لتكون ثانية واحدة ومن ثم عرض هذه الثواني لتكون دقيقة او أكثر من خلال تحريك تلك الرسوم بسرعة 24حركة لتكون ثانية واحدة لغرض ثبات الحركة.  واستمرارها يعتمد لاحتفاظ العين بثمن الثانية.

(2) لا أقول عصر الذكاء المصطنع وبرامجه المعقدة الحالية لكون هذه التقانات سوف تتلاشى امام التقانات التي ستظهر لاحقا.

رسول جمال المعموري